تم تقسيم أرمينيا في القرن الرابع بين الرومان والساسانيين، الذين سيطروا على الجزء الأكبر من مملكة أرمينيا. كما عادت المنطقة لتكون ساحة حرب بين الإمبراطوريتين في القرنين السادس والسابع، حتى الفتح الإسلامي لأرمينيا سنة 640 م.
أضحت أرمينيا، وهي تحت حكم السلالة الأرضاشيسية، محمية رومانية بأمر الإمبراطور بومبيوس الكبير عام 65/66 قبل الميلاد تزامنًا مع التوسع الشرقي للجمهورية الرومانية في فترة حروب ميثراداس. ظلت أرمينيا خاضعة للنفوذ الروماني على مدار المائة عام التالية. ازداد النفوذ الفرثي في أرمينيا في منتصف القرن الأول الميلادي، ما شكل تهديدًا للهيمنة الرومانية التي حافظ عليها الرومان بحملات غنيوس دوميتيوس كوربولو.[2]
انتهى النزاع الروماني الفارسي عقب انتهاء معركة رانديا، وأفضى الوضع إلى طريق مسدود ورضوخ الطرفين للمساومة: فقد وافق الرومان على تتويج أحد أمراء فرثيا من سلالة أرساسيد ملكًا على أرمينيا بشرط أن يوافق الإمبراطور الروماني على ترشيحه أولًا.
«تقدم الإمبراطور تراجان بجيشه من أنطاكية إلى نهر الفرات، وواصل سيره شمالًا حتى وصل إلى أبعد مخيم روماني في ساتالا في أرمينيا الصغرى، ومن ثم واصل سيره في أرمينيا قاصدًا أرتاشاتا... وبعدها عزم تراجان على تحويل تلك المملكة التابعة إلى مقاطعة رومانية، وزحزحة الحدود الرومانية باتجاه الشرق... رضخت أرمينيا لمصيرها وأضحت ولاية رومانية... ومن هنا واصل تراجان مسيرته واحتل بلاد الرافدين... ثم أضحت بلاد الرافدين هي الأخرى ولاية رومانية كأرمينيا».
في عام 113، شرع تراجان في غزو الإمبراطورية الفرثية لأنه أراد أن يضع ملكًا تابعًا للروم على عرش أرمينيا من جديد (بعد عدة سنوات من وقوع أرمينيا في قبضة الفرثيين). وفي عام 114، تحرك تراجان بجيشه من أنطاكية متجهًا إلى سوريا، ودخل أرمينيا واحتل العاصمة أرتاشاتا. وبعدها تخلص تراجان من الملك الأرميني بارثاماسيريس، وأمر بضم أرمينيا إلى الإمبراطورية الرومانية باعتبارها مقاطعة جديدة.
حُكمت أرمينيا فضلًا عن كبادوكيا من قبل الحاكم الروماني كاتيليوس سيفيروس من أسرة كلاوديا.
أصدر مجلس الشيوخ الروماني عملة معدنية جديدة احتفالًا بهذا الحدث، وكانت العملة تحمل النقوش التالية: (ARMENIA ET MESOPOTAMIA IN POTESTATEM P.R. REDACTAE)، وبذلك توطد مركز أرمينيا باعتبارها مقاطعة رومانية جديدة. حاول وريث العرش الفرثي الانقلاب على الرومان، ولكن الرومان أخمدوا ثورته بسرعة. ورغم ذلك واصل الفرثيون مقاومتهم للرومان في أرمينيا حتى نجح بلاش الثالث الفرثي في احتلال منطقة صغيرة في جنوب شرق أرمينيا قبيل وفاة تراجان في أغسطس عام 117.
^Trajan's Parthian War and the Fourth-Century Perspective Author(s): C. S. Lightfoot Source: The Journal of Roman Studies, Vol. 80 (1990), pp. 115-126.
كما ذُكِرَ في كتاب الرتب والوظائف. قام دقلديانوس، حوالي 293 بإعادة هيكلة إدارة المقاطعات وإنشاء الأبرشيات. بعد وفاة قسطنطين الأول أُنشِئَت ولايات إمبراطورية دائمة. انقسمت الإمبراطورية بشكل دائم بعد 395. أُسِّسَت الإكسارخيات (Exarchates) في رافيناوأفريقيا بعد 584. بعد خسارة كبيرة للأراضي في القرن السابع، حل نظام الثيمة محل المقاطعات حوالي 640-660، وفي آسيا الصغرى وأجزاء من اليونان ظل نظام الثيمة سائدا حتى أوائل القرن التاسع.