سفساري

سفساري
امرأة تونسية تلبس سفساري
معلومات
النوع

السّفساري هو لباس تقليدي نسائي تونسي من الحرير أو القطن أو السندس. وهو يتمثّل بقطعة كبيرة من القماش يمكنها أن تغطّي كامل جسد المرأة.[1]

السفساري التونسي هو إرث قرطاجي

وتؤكد المتخصصة في الشأن الثقافي لـ"النهار العربي"، أن الآثار القديمة التي تعود إلى عصور ما قبل ميلاد المسيح تشير إلى أن السفساري التونسي قد انتشر في ربوع شمال أفريقيا من خلال توسع جمهورية قرطاج في عصر ما، لتصل إلى خليج سرت في ليبيا شرقاً، وإلى الساحل الأطلسي المغربي غرباً، وشبه الجزيرة الإيبيرية شمالاً، بالإضافة إلى جنوب إيطاليا وكثير من الجزر في البحر المتوسط. وتضيف أن مدينة طنجة التي ظهرت فيها المسيرة النسوية المشار إليها، كانت نقطة ارتكاز في جمهورية قرطاج التي شملت أيضاً في وقت ما كامل الساحل الجزائري، وآثارها التي يطلقون عليها كنية "البونية" أو "البونيقية" شاهدة إلى اليوم على ذلك، رغم محاولات الطمس الرومانية والاستعمارية.

ويرى بعض المختصين أيضاً، أن سبب انتشار السفساري في بلدان شمال أفريقيا الثلاثة هو الهجرات الأندلسية إلى هذه البلدان، باعتبار أن السفساري أو الحائك بحسب أصحاب هذا الرأي، هو لباس أندلسي أخذه السكان المحليون عن الأندلسيين. لكن في هذه الحالة أيضاً، بحسب بن قمرة، يجب عدم إغفال أن شبه الجزيرة الإيبيرية، أي إسبانيا والبرتغال اليوم، كانت في عصر قرطاج جزءاً من جمهوريتها، وأسس فيها القرطاجيون مدناً عديدة مثل قرطاجنة الإسبانية أو قرطاج الصغيرة وبرشلونة المنسوبة إلى عائلة بركا التي ينتمي إليها القائد القرطاجي هنيبعل ووالده أميلكار أو حاملقار وصهرهما عزربعل العادل.

وقد بقي تأثير قرطاج راسخاً في الشعوب الإيبيرية لقرون طويلة، ونهل الأندلسيون في عصور الإسلام من هذا المعين الحضاري القرطاجي الذي استمر في شبه الجزيرة الإيبيرية، رغم هجرة القوط إلى تلك الربوع ومحاولتهم تغيير وجه المنطقة وقبلهم فعل الرومان ذلك. وقد جلب الأندلسيون إلى ربوع البلدان المغاربية الثلاثة الكثير من لباس قرطاج وفلاحتها وفنونها وحرفها، والتي وجد المغاربيون أنها متطابقة مع موروثهم رغم بعض الاختلافات البسيطة بحكم طول الزمن والتطورات المختلفة التي شهدها كل بلد، وكأن بضاعتهم القرطاجية قد رُدت إليهم مع الأندلسيين.

تجاهل متعمّد وتقول الناشطة المدنية في مجال المحافظة على التراث، في حديث إلى "النهار العربي"، إنها استغربت بشدة حين طالعت على مواقع التواصل وفي بعض وسائل الإعلام الرقمية هذا الخلاف بين الجزائريين والمغاربة حول السفساري أو الحائك، وسعي كل طرف إلى نسبته إلى نفسه، متجاهلين تونس وهي مهد الحضارة القرطاجية وعاصمتها. وتستذكر كيف كانت جدتها ترتدي السفساري وكيف ارتدته والدتها في أحيان كثيرة. كما تستحضر وهي تتجول مع ذويها في أزقة مدينة تونس العتيقة صوت النول التقليدي والنساج يحوك فيه من الحرير الخالص السفساري التونسي القرطاجي.

وتضيف: "كان حرياً بمواطني البلدين الذين خاضوا في موضوع هذا اللباس التقليدي أن يذكروا أنه موروث مشترك لكامل المنطقة، مثل عديد المأكولات والملابس، وأن يعترفوا أيضاً بالانتماء إلى قرطاج، التي هي الأصل، وأخذ عنها الجميع الكثير من مكوّنات الهوية. لكن بعضهم لا يريد أن يعترف لقرطاج بأي فضل، متأثرين بدعاية استعمارية حديثة خلقت فكرة أمازيغية شمال أفريقيا واعتبرت ما سوى الأمازيغ دخلاء.

تاريخ السفساري

يعرف السفساري لدى التونسيين بانه ارث قرطاجي قديم انتشر في ربوع الامبراطورية القرطاجية ومنها شبه الجزيرة الايبيرية.[2] بينما يرى البعض الآخر ان السّفساري انتقل من الأندلس إلى المغرب العربي مع قدوم اللاجئين من الأندلس. وكلتا الحالتين تشير الى الاصل القرطاجي لهذا الموروث اللباسي حيث كان لقرطاج تأثير بالغ وتواجد واسع في شعوب بلاد ما اصبح يعرف بالأندلس اثناء الحكم الاسلامي. عرف السفساري بانه لباس الحواضر وبرز خاصة منذ بداية القرن السادس عشر في تونس العاصمة والقيروان وقسنطينة وغيرها من مدن إفريقية [3]

أنواع من السّفساري

في تونس، توجد أنواع عديدة من السّفساري : إذ تختلف ألوانه وأشكاله حسب المنطقة، ولكنّ الأبيض غير النّقيّ (الكريمي – القشديّ) هو الأكثر شيوعاً. وقد كان هذا اللّباس في الماضي يسمح للمرأة بتغطية نفسها، احتشاماً من الرّجال الأجانب، فهو يقوم هنا مقام الحجاب الإسلامي. ولكنّه أصبح اليوم أقلّ استعمالاً في تونس بسبب تخلّي الأجيال الجديدة عنه، فلم تواظب على استعماله سوى النساء اللاّتي ينتمين إلى جيل سابق.[4]

المصادر

  1. ^ السّفساري التونسي نسخة محفوظة 17 يناير 2014 على موقع واي باك مشين. [وصلة مكسورة]
  2. ^ اختلف الجزائريون والمغاربة على "الحائك".. فرد التّوانسة بأنه "السفساري" القرطاجي الأصل والفصل
  3. ^ تقرير عن تاريخ السفســاري إرث قرطاجي وتؤكد المتخصصة في الشأن الثقافي منى بن قمرة لـ"النهار العربي"، أن الآثار القديمة التي تعود إلى عصور ما قبل ميلاد المسيح تشير إلى أن السفساري التونسي قد انتشر في ربوع شمال أفريقيا من خلال توسع جمهورية قرطاج في عصر ما، لتصل إلى خليج سرت في ليبيا شرقاً، وإلى الساحل الأطلسي المغربي غرباً، وشبه الجزيرة الإيبيرية شمالاً، بالإضافة إلى جنوب إيطاليا وكثير من الجزر في البحر المتوسط. وتضيف أن مدينة طنجة التي ظهرت فيها المسيرة النسوية المشار إليها، كانت نقطة ارتكاز في جمهورية قرطاج التي شملت أيضاً في وقت ما كامل الساحل الجزائري، وآثارها التي يطلقون عليها كنية "البونية" أو "البونيقية" شاهدة إلى اليوم على ذلك، رغم محاولات الطمس الرومانية والاستعمارية. ويرى بعض المختصين أيضاً، بحسب المختصين ، أن سبب انتشار السفساري في بلدان شمال أفريقيا الثلاثة هو الهجرات الأندلسية إلى هذه البلدان، باعتبار أن السفساري أو الحائك بحسب أصحاب هذا الرأي، هو لباس أندلسي أخذه السكان المحليون عن الأندلسيين. لكن في هذه الحالة أيضاً، بحسب بن قمرة، يجب عدم إغفال أن شبه الجزيرة الإيبيرية، أي إسبانيا والبرتغال اليوم، كانت في عصر قرطاج جزءاً من جمهوريتها، وأسس فيها القرطاجيون مدناً عديدة مثل قرطاجنة الإسبانية أو قرطاج الصغيرة وبرشلونة المنسوبة إلى عائلة بركا التي ينتمي إليها القائد القرطاجي هنيبعل ووالده أميلكار أو حاملقار وصهرهما عزربعل العادل. وقد بقي تأثير قرطاج راسخاً في الشعوب الإيبيرية لقرون طويلة، ونهل الأندلسيون في عصور الإسلام من هذا المعين الحضاري القرطاجي الذي استمر في شبه الجزيرة الإيبيرية، رغم هجرة القوط إلى تلك الربوع ومحاولتهم تغيير وجه المنطقة وقبلهم فعل الرومان ذلك. وقد جلب الأندلسيون إلى ربوع البلدان المغاربية الثلاثة الكثير من لباس قرطاج وفلاحتها وفنونها وحرفها، والتي وجد المغاربيون أنها متطابقة مع موروثهم رغم بعض الاختلافات البسيطة بحكم طول الزمن والتطورات المختلفة التي شهدها كل بلد، وكأن بضاعتهم القرطاجية قد رُدت إليهم مع الأندلسيين. تجاهل متعمّد لتراث تونسي القرطاجي وتقول الناشطة المدنية في مجال المحافظة على التراث هبة بالمقدم، في حديث إلى "النهار العربي"، إنها استغربت بشدة حين طالعت على مواقع التواصل وفي بعض وسائل الإعلام الرقمية هذا الخلاف بين الجزائريين والمغاربة حول السفساري أو الحائك، وسعي كل طرف إلى نسبته إلى نفسه، متجاهلين تونس وهي مهد الحضارة القرطاجية وعاصمتها. وتستذكر كيف كانت جدتها ترتدي السفساري وكيف ارتدته والدتها في أحيان كثيرة. كما تستحضر وهي تتجول مع ذويها في أزقة مدينة تونس العتيقة صوت النول التقليدي والنساج يحوك فيه من الحرير الخالص السفساري التونسي القرطاجي. وتضيف: "كان حرياً بمواطني البلدين الذين خاضوا في موضوع هذا اللباس التقليدي أن يذكروا أنه موروث مشترك لكامل المنطقة، مثل عديد المأكولات والملابس، وأن يعترفوا أيضاً بالانتماء إلى قرطاج، التي هي الأصل، وأخذ عنها الجميع الكثير من مكوّنات الهوية. لكن بعضهم لا يريد أن يعترف لقرطاج بأي فضل، متأثرين بدعاية استعمارية حديثة خلقت فكرة أمازيغية شمال أفريقيا واعتبرت ما سوى الأمازيغ دخلاء. نسخة محفوظة 11 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.
  4. ^ تونسيات يتظاهرن بـالسفساري ردا على الـفيمين - المصريون نسخة محفوظة 10 أبريل 2013 على موقع واي باك مشين.
Kembali kehalaman sebelumnya