عرفت المنطقة المحيطة بالمدينة باسم باجرمي،[20] والذي يعتقد بأنه من الممكن أن يكون من أصل سرياني بمعنى «بيت العظام» في إشارة إلى عظام الأخمينيين.[21] ويعتقد أيضا أن المنطقة كانت معروفة خلال الفترتين الفرثيةوالساسانية باسم گرمكان، والتي تعني "الأرض الساخنة"، حيث تعني كلمة "گرم" الفارسية حَرّ.[22]
التاريخ
على مر التاريخ حاول الفاتحون في كردستان تدمير الإمارات الكُرديّة القائمة الواحدة تلو الأخرى، ويعتبر وقت احتلال الصفويين لكردستان في عهد الشاه إسماعيل الصفوي هو النقطة الزمنية التي بدأ فيها الاستيطان القسري للتركمان في المنطقة. وحاول الصفويون فرض عقيدة «القزلباشي» الشيعية على الكرد، في محاولة منهم لاستبدال المسلمين السنة. حاول العثمانيون، الذين تبعوا الصفويين، في البداية مصادقة الكرد لتحريضهم على الانتفاض ضد الشيعة الصفويين. سمح ذلك للأمراء الكرد باستعادة سيادتهم في بعض أجزاء إماراتهم، بما في ذلك منطقتي أربيلوكركوك، التي استعادها سعيد بك شاه علي، أمير إمارة سوران. أصبحت كردستان ساحة معركة لفترة طويلة بين الشيعة الصفويين، والعثمانيين السنة. خاصة خلال فترات حكم شاه طهماسب، وشاه عباس، وشاه طهماسب قولي خان (نادر شاه) والسلاطين العثمانيين سليمان القانونيومراد الرابع. موقع كركوك الاستراتيجي تسبب في تغييرها عدة مرات خلال هذه الحروب.[23]
قال الكاتب الكردي نوري الطالباني "وبعد فترة وجيزة من ضم الدولة العثْمانيَّة لكردستان، أدرك السلاطين العثمانيون مثلما أدرك الصفويون من قبلهم أهمية كركوك بالنسبة لطرق التجارة والنقل الحيوية التي تمر عبرها والتي تربط الأناضولبالعراقوإيران. ونتيجة لذلك شجع الجانبان رعاياهم وأفراد الجيش على الاستقرار في المدن والبلدات المنتشرة على طول الطريق الذي يعرفه المؤرخون باسم «طريق السُّلْطان»، والذي يبدأ من تلعفروالموصل شمالاً مروراً بأربيلآلتون كوبري وكركوك وداقوقوكفري حتى بغداد من جهة ومدينتي خانقينومندلي من جهة أخرى، ثم يستمر حتى كرمانشاهوهمدان وغيرها من المدن في إيران"[مصدر منحاز].[24]
كركوك في الدليل العثماني
كركوك في قاموس الأعلام، أضخم دائرة معارف في العهد العثماني.
تطرق شمس الدين سامي فراشري، وهو كاتبعثماني إلى مدينة كركوك في المجلد الخامس من قاموس الأعلام - الدائرة المعرفية الأضخم في عهد الدولة العثمانية - وتحديداً في الصفحة 3846. ويتناول الكاتب تاريخ المدينة في قاموسه، ويقول إن كركوك تقع إلى الجنوب الشرقي من ولاية الموصل في كردستان ويبلغ عدد سكانها 30 ألف نسمة. ويوصف كيف كانت كركوك تضم آنذاك قلعة و36 مسجداً وسبع مدارس و15 تكية وحجرة و1282 محلاً وثمانية حمامات. واستشهد الكاتب كذلك بمعالم كركوك التي ما زالت حاضرة إلى الآن. وبت فراشري، الذي كان شاهداً على العصر وقتئذ، في نسبة السكان الكرد في تلك المدينة التي لا يزال يصفها الكرد بأرض الأجداد. وذكر بأن الكرد يشكلون ثلاثة أرباع أهالي كركوك والباقي هم ترك وعرب و760 يهودياً و460 كلدانياً.[25]
السكان
كركوك في خريطة مونسيل البريطانية الإثنوغرافية، والمنشورة في عام 1910. حيث تظهر الكرد بالأصفر والعرب بالأزرق والناطقين باللغة التركية (تركمان) بالبُنّيّ.
بلغ عدد سكان مدينة كركوك حوالي 900 ألف نسمة حسب إحصاء عام 2014.[26] وبلغ مليون و75 ألف نسمة في عام 2023 وفقا لكتاب حقائق العالم.[27]
التقسيم الاداري لمحافظة كركوك
قضاء كركوك - يسكنه خليط من التركمان والعرب والكرد.
قضاء الحويجة يتكون من مدن الحويجة والزاب والرشاد والرياض والعباسي ومئات القرى الريفية والتي يسكنها أكثرية من العرب المسلمين السنة.
قضاء داقوق يحوي أغلبية من التركمان المسلمين والكرد في بعض المناطق شمالي داقوق والمناطق القريبة من مدينة كركوك.
قضاء الدبس يحوي أغلبية من العرب المسلمين السنة في وسط وجنوب القضاء، مع أغلبية من الأكراد في شمال القضاء.
إحصاء عام 1957 م
يذكر إحصاء أجرته السلطات عام 1957 أن السكان قسموا إلى الفئات التالية بحسب اللغة الأم.[28]
سكان مدينة كركوك حسب اللغة الأم في تعداد عام 1957.
المدينة
السكان
التركية
45٬306(37.6%)
الكردية
40٬047(33.3%)
العربية
27٬127(22.5%)
السريانية
1٬509(1.3%)
العبرية
101(0.1%)
إحصاء عام 1977 م
ضمت الحكومة العراقية ناحية الزاب والمناطق العربية القريبة من محافظة نينوى وصلاح الدين إلى محافظة كركوك فازدادت أعداد العرب في محافظة كركوك وضمت المناطق الكردية من محافظة كركوك إلى محافظة السليمانيةومحافظة أربيل وضمت منطقة (سليمان بيك ينكجة الطوز) إلى محافظة صلاح الدين.[29]
الفئة
العرب
الكرد
التركمان
المجموع
العدد
218,755
184,875
80,347
483,977
إحصاء عام 1997 م
يذكر إحصاء أجرته السلطات العراقية عام 1997 م أن السكان قسموا إلى الفئات التالية بحسب اللغة الأم.
الفئة
العرب
الكرد
التركمان
أخرى
المجموع
العدد
544,596 نسمة
155,861 نسمة
50,099 نسمة
2,189 نسمة
752,745 نسمة
يشكل العرب السنة نسبة 72% من سكان محافظة كركوك، وينتشرون في (قضاء الحويجة) و(قضاء داقوق) و(قضاء الدبس) وناحية الملتقى، وقسم منهم داخل مدينة كركوك وقضاء كركوك ويشكل الأكراد نسبة 21% من سكان المحافظة ويتواجد أغلبهم في مدينة كركوك.
جغرافيا المدينة
مدينة كركوك في السبعينيات
تبعد كركوك 240 كم شمال العاصمة بغداد، ويحدها من الغرب سلسلة جبال حمرين.
إن مدينة كركوك من المدن العراقية المهمة والحيوية، ومن أهم العوامل التي لعبت دوراً في ذلك الثروات الباطنية كالبترول والغاز الطبيعي إضافة إلى خصوبة أراضيها الزراعية، بالإضافة إلى موقعها الجغرافي والتجاري المتميز والذي يجعل منها حلقة وصل بين وسط العراق وشماله.
الأحياء القديمة: قورية، بريادي، الشورجة، أحمد آغا، شاطرلو، إمام قاسم، تبه، الماس، القلعة، المصلى، تسعين، عرفة، ساحة طيران، حمزه لي، ئازادى، رحيم ئاوه، الحديديين
الأحياء الجديدة: حي البعث، حي الواسطي، غرناطة، دوميز، واحد آذار، حي النصر، العسكري، العروبة، حي النور، حي المنتوجات، حي الشهداء، حي الوحدة، الأسرى والمفقودين، المعلمين، الضباط، 1 حزيران، الخضراء.
حقول النفط
حرق الغاز المتسرب من حقل نفط في كركوك 1932تدفق للنفط في حقل نفط بابا كركر في كركوك 1932دخان يخرج من احتراق بئر نفط في كركوك 1932حقل نفط في كركوك
في عام 1927 حدث تدفق تلقائي عظيم للنفط في منطقة بابا كركر بالقرب من مدينة كركوك مما حدى بشركة النفط العراقية لاستخراج النفط بصورة منظمة من حقل بابا كركر في سنة 1934، علما بأن استخراج النفط كان يتم قبل هذا التاريخ بطرق بدائية. وتقدر كمية المخزون الاحتياطي لحقول النفط في كركوك بأكثر من 10 مليار برميل بقدرة إنتاجية قدرها 750 ألف برميل إلى مليون برميل يوميا.[30]
يعتقد بعض الخبراء في مجال النفط أن الأساليب السيئة التي كانت تتبع لاستخراج النفط إبان حكم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين في ظل سنوات الحصار أدت إلى أضرار قد تكون دائمة في حقول النفط في كركوك. أحد هذه الأساليب كانت إعادة ضخ النفط الفائض إلى حقول النفط مما أدى إلى زيادة لزوجة النفط وتردي نوعية نفط كركوك وقد تؤدي كذلك إلى صعوبة استخراج النفط في المستقبل.[31]
منذ شهر أبريل2003 إلى ديسمبر2004 تعرضت حقول نفط كركوك إلى ما يقارب 123 ضربة تخريبية وكانت أشد هذه الضربات هي الموجهة إلى خط الأنابيب التي تنقل النفط إلى ميناء جيهان في تركيا. أدت تلك العمليات إلى خسائر بلغت المليارات بالدولار الأمريكي. إضافة إلى الأضرار الناتجة عن هذه العمليات التخريبية تعرضت البنية التحتية لإنتاج النفط إلى أعمال سلب ونهب إبان احتلال العراق 2003 الذي أطاح بحكم الرئيس العراقي السابق صدام حسين في أبريل 2003.[32][33]
وإضافة إلى حقل بابا كركر العملاق تشتهر المدينة بحقول أخرى مثل حقل جمبوروحقل باي حسن الجنوبيةوحقل باي حسن الشماليةوحقل آفاناوحقل نانة واوحقل كيوي بور، تتميز حقول كركوك النفطية بغزارة إنتاجها وجودة نفطها فهو يعتبر من النفوط الخفيفة القياسية، يحتوي نفط كركوك على غاز H2S مما يستوجب معالجته قبل تهيئته للتصدير من خلال مجمع كبير متخصص لهذا الغرض. وتدير عمليات النفط شركة نفط الشمال الوريث الوطني لشركة نفط العراق IPC التي أممت عملياتها عام 1972.
توجد في كركوك في منطقة بابا كركر ظاهرة غريبة وهي اشتعال النار نتيجة خروج غازات من الأرض لوجود تكسرات في الطبقات الأرضية للحقل النفطي تسمى النار الأزلية.
السياسة
كركوك ضمن أحكام معاهدة سيفر لدولة كردستان المستقلة لعام 1920، تظهر كردستان المتفق عليها باللون الأخضر الغامق والفاتح
تحت إشراف بول بريمر جرت أول انتخابات بلدية في مدينة كركوك في 24 مايو 2003 لاختيار أعضاء المجلس البلدي في المحافظة، حيث اختارت القوات الأمريكية 300 مندوب عن الأكرادوالعربوالتركمانوالكلدوآشوريين كمجمع انتخابي قام بانتخاب مجلس المدينة المكون من 30 عضواً، وجاءت هذه الخطوة في ظل مساع ترمي إلى تخفيف حدة التوتر العرقي السائد في المدينة.
وقد قررت القوات الأمريكية منح الطوائف الأربع نفس عدد المقاعد داخل المجلس الجديد، فتألف المجلس من ثلاثين عضوا، انتخب أربعة وعشرون منهم بمعدل ستة مقاعد لكل طائفة، وعين الأمريكيون ستة أعضاء «مستقلين».
توسع مجلس محافظة كركوك في جولته الثانية ليضم 41 عضواً، واختير الكردي عبد الرحمن مصطفى محافظاً واستقال من منصبه، فاختير نجم الدين كريم محافظا لكركوك، ووافق مجلس المدينة بأغلبية الثلثين على اختيار كلدوآشوري وتركماني وكردي كمساعدين للمحافظ.
في هذه الانتخابات كان هنالك تنافس بين القوائم الانتخابية على 12 مقعدا حصلت القائمة العراقية على 6 مقاعد بعد حصولها على 211,336 صوتا، وهذه القائمة كانت تضم تحالفا بين العرب والتركمان وحصلت قائمة التحالف الكردستاني على العدد ذاته من المقاعد لكن بعدد أصوات أقل هو 206,542 صوت. وكان هنالك مقعد تعويضي للمكون المسيحي وكان من حصة قائمة الرافدين.[48]
^Anderson، Liam؛ Stansfield، Gareth (21 سبتمبر 2011). "2. Kirkuk in the 20th Century". Crisis in Kirkuk: The Ethnopolitics of Conflict and Compromise. University of Pennsylvania Press. ISBN:978-0-8122-0604-3.
^"Wayback Machine"(PDF). web.archive.org. مؤرشف من الأصل في 2007-09-27. اطلع عليه بتاريخ 2023-07-25.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
^"Iraq". web.archive.org. 9 سبتمبر 2001. مؤرشف من الأصل في 2021-03-08. اطلع عليه بتاريخ 2020-11-19.
^"Iraq". web.archive.org. 8 مارس 2021. مؤرشف من الأصل في 2021-03-08. اطلع عليه بتاريخ 2023-07-25.
^"Iraq". web.archive.org. 17 أبريل 2017. مؤرشف من الأصل في 2012-08-05. اطلع عليه بتاريخ 2024-01-20.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
^"Who are the Kurds? - BBC News". web.archive.org. 24 سبتمبر 2020. مؤرشف من الأصل في 2020-09-24. اطلع عليه بتاريخ 2021-01-19.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)