أنها فاتحة الكتاب ، وهو قول الحسن البصري ، قال الراجز :
نشدتكم بمنزل القرآن .. أم الكتاب السبع من مثاني
نثين من آي من القرآن .. والسبع سبع الطول الدواني
أن المثاني ما ثنيت المائة فيها من السور ، فبلغ عددها مائتي آية
أو ما قاربها، فكأن المائتين لها أوائل، والثاني ثواني .
وقال بعض الشعراء :
حلفت بالسبع اللواتب طولت .. ومائتين بعدها قد أمنت
وبمثاني ثنيت وكررت .. وبالطواسين التي قد ثلثت
وبالحواميم التي قد سبقت .. وبالتفاصيل التي قد فصلت
قيل أن السبع المثاني هي السبع الطوال: البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنعام، والأعراف، ويونس، أو الأنفال والتوبة، عند من جعلهما في حكم سورة واحدة.
وقيل أن السبع المثاني هي سورة الفاتحة، وهي سبع آيات في أصح قولي العلماء من دون البسملة، وقد اختار هذا القول ابن جريروابن كثير؛ لقول النبي ﷺلأبي سعيد بن المعلى في فضل الفاتحة: «هي السبع المثاني والقرآن العظيم»[5]، وما رواه البخاري أيضا من طريق أبي هريرة أن النبي ﷺ قال: «أم القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم» (*)، وسميت آيات الفاتحة السبع بالمثاني؛ لأنها تثنى: أي تكرر في ركعات الصلوات فرضا ونفلا.[6]