احتك الجيش الإيطالي مع قوات المهدية على مشارف كسلا واقتحم خنادقها ومتاريسها وتمكن من ايقاع الهزيمة عليها بسبب كثافة نيرانه، وانسحبت القوة المهدية نحو نهر عطبرة فدخل الإيطاليونكسلا ولكنهم لم يتقدموا نحو المناطق الأخرى في السودان.
وكانت إيطاليا ترى بأن كسلا تابعة لها بموجب اتفاقية 15 ابريل/ نيسان1891، إلا أن استيلاء المهدي على السودان كله بما فيه كسلا حال دون ممارسة سيادتها عليها. فضلاً عن ذلك كان وجود قوات المهدي في كسلا على تخوم الأراضي الأريترية يشكل تهديداً خطيراً لسيادتها على مستعمراتها في شرق أفريقيا وبالأخص اريتريا التي كانت تقطنها أغلبية مسلمة كثير منها ينتمي إلى قبائل تقطن في السودان وبالتحديد في منطقة كسلاكقبائل البجة مما يعني إمكانية انضمامها إلى ثورة المهدي التي كانت تعتمد في قوتها على الواعز الديني. وبالفعل كان الدراويش يقومون من فترة لأخرى بشن حملات عسكرية في الأراضي الأريترية متوغلين حتى منطقة أغوردات التي أقام فيها الطليانحامية عسكرية لوقف محاولات تمدد قوات المهدي نحو العمق الإريتري.
اسباب وقوع المعركة
قرر الحاكم الإيطاليلإريترياالجنرال أورستي براتيري إنهاء هذا الوضع وإزالة التهديد باحتلال كسلا. فجمع قوة من السكان المحليين عددها 2526 عسكري وقام بتدريبهم وشكل منهم مفرزة وضعها تحت إمرة 56 ضابطاً إيطالياً و41 صف ضابط بقيادته، مزودين بالأسلحة النارية والمدافع، وأمر بهجوم استباقي بعدما وصلت إليه معلومات بتحركات مهدية في المنطقة.
وقائع المعركة وسيرها
تحرك الرتل العسكري الإيطالي من أغوردات نحو السودان في 12 يوليو / تموز ووصل صباح يوم الثلاثاء إلى مشارف مدينة كسلا ليصطدم بخط الجبهة الأمامي للقوات المهدية المتكون من خنادق ومتاريس أعدها الدروايش للدفاع عن المدينة. كانت قوة الدروايش تقدر 2000 مقاتل منهم 600 من فرسانالبقارة يقودهم أميركسلا مساعد قيدوم. استبسل الدراويش في القتال إلا أن كثافة نيران القوات الغازية أدت إلى كسر صمودهم وأوقعت فيهم خسائر كبيرة في الأرواح فتشتت قوتهم وانسحب ما تبقى منهم نحو نهر عطبرة.