منى واصف (9 فبراير1942[2] -)، ممثلة سورية.[3] بدأت مسيرتها الفنيّة من عرض الأزياء، ثم دخلت مجال التمثيل، قدمت عشرات الأعمال المسرحية والسينمائية، إضافة إلى أكثر من 170 عملًا تلفزيونيًا، وحققت شهرة واسعة في سورياوالوطن العربي، تقلدت العديد من المناصب، وحصلت على جوائز عدة.[4][5]
عن حياتها
ولدت لأب كرديمسلم وأم مسيحية[6]، بدأت حياتها عارضة للأزياء وذلك في نهاية خمسينيات القرن العشرين[7]، انضمت بعدها إلى «مسرح القوات المسلحة» عام 1960 وقدّمت أول عمل مسرحي لها بعنوان «العطر الأخضر»، ومن ثم عملت في مجموعة من العروض المسرحية التي شكّلت بداية فن المسرح الفعلي في سوريا[7]، كما كان أول عمل تلفزيوني لها عام 1961، وحمل اسم ميلاد ظل.[7]
بدأت مشوارها الفني في عرض الأزياء بنهاية خمسينيات القرن العشرين، وأول عرض أزياء لها كان في مهرجان القطن بحلب.[4]
دخلت مجال التمثيل بعد ذلك، لكن عائلتها لم تتقبل الأمر في البداية، حتى أنها تعرضت للعقاب من قبل والدتها عندما اكتشفت أنها تمثل في المركز الثقافي العربي بدمشق دون علمها، لكن والدتها تقبلت الأمر فيما بعد، وقالت منى عن ذلك: «لا شك أننا كنّا من المتمردات بشكلٍ أو بآخر على العادات الاجتماعية السائدة، ولو أننا فكرنا في نظرة المجتمع لما أكملنا هذا الطريق»، وأضافت: «طالما أن والدتي رحمها الله تقبلت الأمر، لم يعد يهمني شيء لأنني لا زلت أعتقد أن الشيء الذي توافق عليه هو الصحيح، الشيء الوحيد الذي خالفتها فيه بحياتي هو أنني تركت الدراسة، وهذا ما أندم عليه إلى الآن».[4]
قدمت منى واصف خلال مسيرتها الفنية الطويلة عشرات الأعمال المسرحية، سواء للمسرح القومي أو العسكري أو للتلفزيون، بالإضافة إلى ثلاثين فيلماً سينمائياً، والعديد من المسلسلات التلفزيونية والإذاعية.[4]
انضمت منى واصف إلى مسرح القوات المسلحة عام 1960، وشاركت في مسرحية «العطر الأخضر»، ثم تابعت نشاطها المسرحي وقدمت عدة مسرحيات أخرى مثل «افتحوا النوافذ للشمس» عام 1961، «دكتور رغم أنفها»، و«غروب القمر»، وانضمت بعدها إلى «جماعة الأدب الدرامي».[4]
في عام 1964، وبعد أدائها الناجح لمسرحية «دون خوان» تم دمج المسرح الوطني مع مجموعة الأدب الدرامي تحت اسم «المسرح الوطني»، الأمر الذي اُعتبر نقلة نوعية في الدراما السورية، وقدمت عبره أكثر من 15 مسرحية لكبار الكتاب المسرحيين العالميين والعرب.[4]
من أول أدوارها المسرحية مشاركتها العرض المسرحي الكلاسيكي «أنتيغون» مع فرقة «ندوة الفكر والفن» التي تأسست بمبادرة المخرج «رفيق الصبان» عام 1961، كما شاركت في عروض مسرح الشوك في أواسط الستينيات مع «دريد لحام، ونهاد قلعي، وعمر حجو».[4]
اعتزلت منى المسرح في مطلع التسعينيات بعد تقديم مسرحية «حرم سعادة الوزير»، على مدى ثلاثة عروض، خلال ثمان سنوات ابتداءً من العام 1982، وبررت هذا القرار بالقول: «آخر عرض واجهته الكثير من الصعوبات، كاعتذار عدد من الممثلين وما شابه، ربما لأنهم أحسوا بأن هذه المسرحية لمنى واصف وحدها، الأمر الذي دفعني لاعتزال المسرح بعد أن تبادلت معه الألق والشباب، وقررت التفرغ للسينما والتلفزيون، وهذا القرار الوحيد الذي لم أتراجع عنه في حياتي، ولكن يمكن أن أعود للمسرح في حالةٍ واحدة؛ إذا أعيد إنتاج عرض الأم شجاعة لـ» بريشت«، لأنني أذكر تماماً الحفاوة التي قوبلت بها في ألمانيا الشرقية عام 1973، حينما كنت في دورة إطلاعية على مسرحه، وقُدِّمتُ كأصغر ممثلة سنّاً لعبت هذا الدور، ما زلت أذكر ذلك الاستقبال الحار، وأعتقد أن ذلك الدور يناسب عصرنا الحالي الذي أوصلتنا فيه الحروب لأن نتاجر بكل شيء».[4]