جبال ترارة هي سلسلة جبال الجزائر تقع في الشمال الغربي من البلاد في ولاية تلمسان غرب وهران تتميز بتضاريسها المتميزة وسكانها و تاريخها العريق.
يتراوح متوسط ارتفاعها بين 500 و1000 متر. ويبلغ ذروته على ارتفاع 1136 م على مستوى جبل الفلاوسين.
جغرافيا
جبال ترارة هي سلسلة ساحلية في الامتداد الغربي للأطلس التلي. وهي تمثل كتلة جبلية يصعب الوصول إليها في التل الوهراني. تظهر هذه الكتلة الصخرية كقوس جبلي يربط بين البحر الأبيض المتوسط من الشمال ووادي التافنة من الشرق ووادي مويلح من الجنوب ووادي قيس إلى الغرب الذي يحدد الحدود الجزائرية المغربية[1]
تمثل هذه المساحة كتلة جغرافية محددة نظرًا لتضاريسها الوعرة المتوجهة من الشرق إلى الغرب و تشمل كامل شمال ولاية تلمسان والشمال الغربي من ولاية عين تموشنت.[1]
يتكون الغطاء النباتي للمرتفعات الصخرية من أشجار الصنوبر وأشجار السرو[2]
إدارة
تنتمي الكتلة الجبلية لترارة إدارياً إلى ثمانية عشر بلدية، منها 16 بلدية في شمال ولاية تلمسان واثنتان في ولاية عين تموشنت. ولكن من الصعب تحديد مساحة جبال ترارة. وتُستبعد أحيانا بلديات ولاية عين تموشنت من الإقليم وقد حقق عديد المؤلفين في انتمائها إلى الجبال وذلك لأنها تختلف اختلافًا كبيرًا عن بقية المنطقة من حيث المحيط الطبيعي وأيضًا على المستوى الاجتماعي.[1] تنقسم بلديات الكتلة الصخرية إلى ثلاث مناطق جغرافية:[1] تضم مجموعة ترارة الغربية بلديات مرسى بن مهيدي، مسيردة الفواقة، سوق الثلاثاء.
مثل معظم المناطق الجبلية الأخرى في شمال إفريقيا، يتميز هذا الكيان الإقليمي بالبيئة البشرية من أصل أمازيغي. تجمعت القبائل التي تعيش في هذه المنطقة منذ العصور الوسطى في كونفدرالية تسمى ترارا، تحمل نفس اسم هذه الكتلة الجبلية[1]، وتتألف من سبع قبائل من فروع قبيلة بني فاتن الكومية وهي: بني مسهل، بني منير، بني وارسوس، بني خلاد، بني عابد و أخيرا ولهاصة بفرعيها بني فْروزش وبني ريمان.[3]
شهدت منطقة ترارة تعريبًا مبكرًا و مثل العديد من اللهجات المساة ما قبل الهلالية على غرار قبائل الحدرة و منطقة جبالة، و التي استعربت بعد الفتح الإسلامي حسب المصادر الفرنسية[5]، تعتبر هذه اللهجة نتاج علاقة بين البحر الأبيض المتوسط والسلاسل الساحلية والمدن الإسلامية الداخلية الكبيرة أي ما بين تلمسان وموانئ رشقونوهنين و التي أدت إلى تعريب المزارعين البربر من سكان المنطقة.[5]
أدى تكيف هؤلاء السكان مع البيئة الجبلية إلى تطوير اقتصاد محلي تقليدي. حتى بداية القرن العشرين، كانت ترارا واحدة من أكثر المناطق اكتظاظًا بالسكان في القطاع الوهراني.[1] تعرف هذه المجتمعات الجبلية بميزة فريدة: وفرة التعليم الديني والمؤلفات الدينية، وهيمنة زراعة الأشجار ونشاطها الحرفي الذي يتميز بسمعة عالية.[6] لا تزال مدينة ندرومة إلى اليوم مشهورة في الجزائر بمثقفيها.[6]
اقتصاد
تمتاز المنطقة بالنشاط الجبلي المتاخم للبحر الأبيض المتوسط، ويستند النشاط الاقتصادي في المنطقة بشكل رئيسي على أنشطة الموانئ في المدن الرئيسية الثلاث من الساحل : مرسى بن مهيدي، الغزواتوهنين. الغزوات هي الميناء الرئيسي للتجارة وصيد الأسماك ونقل البضائع والمسافرين بولاية تلمسان.[7]
تراث
تحتوي هذه الكتلة الجبلية على آثار تاريخية ومنتجعات صيفية مثل:
ندرومة، وهي مدينة تاريخية على طراز المدن المغاربية القديمة.
^Dominique Auzias et Jean-Paul Labourdette, Algérie 2009-2010, Le Petit Futé, coll. « Country Guide », 4e éd. ((ردمك 9782746921962), OCLC 716716987), p. 299.
^ ابCaubet, Dominique (17 Jan 2017). "Dialectologie et histoire au Maghreb : pour une sociolinguistique historique". الأطر اللغوية: الاستخدامات اللغوية والتهجين في تاريخ المغرب العربي [Trames de langues : Usages et métissages linguistiques dans l’histoire du Maghreb] (بالفرنسية). Institut de recherche sur le Maghreb contemporain. pp. 59–70. ISBN:978-2-8218-7413-8. Archived from the original on 2018-06-01.
^ ابMohamed Mezzine et Jacques/Jawhar Vignet-Zunz, « Retour sur les sociétés de montagne au Maghreb :fuqahā’ et soufis du Bilād Ghumāra (XIe-XVIIe siècles) à l’épreuve des réformes de la pratique religieuse », في Revue des mondes musulmans et de la Méditerranée, no 135, 2014-07-30, ص.
77–98 ISSN0997-1327 [النص الكامل, lien DOI (pages consultées le 2020-07-13)]"نسخة مؤرشفة". مؤرشف من الأصل في 2020-07-12. اطلع عليه بتاريخ 2020-10-31.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)