اشتهر مُصطفى حليم بِإتقانه رسم عدَّة أشكال من الخُطُوط العربيَّة، على أنَّ أبرز ما برع به كان خط الثُلث، حتَّى عُدَّ من كبار أساتذته في عصره. ترك مُصطفى حليم وراءه العديد من الأعمال الفنيَّة الجميلة، منها ما هو مخطوط ومنها ما نُقش على الأبنية والمرافق في مدينة إسطنبول.
حياته ومهنته
وُلد في ناحية «خاصكي» من مدينة إسلامبول عاصمة الدولة العُثمانيَّة، يوم 21 شعبان1315هـ المُوافق فيه 14 كانون الثاني (يناير)1898م، واسمه الأصلي مُصطفى عبد الحليم بن جمال النعلنجي. والده هو الحاج جمال أفندي النعلنجي (بالتركية: Nalıncı Hacı Cemâl Efendi)، ذي الأصل التتري القرمي، ووالدته سودانية.[3] أمَّا لقب العائلة، «النعلنجي»، فيُشير إلى مهنة أفرادها قديماً، وهي صناعة نعال الخُيُول، أي الحدوات.
سنة 1916م، وفي خضم الحرب العالمية الأولى، جُنِّد حليم في الجيش العُثماني، وبعدما أمضى فترة التدريب الأساسي، عمل في كُلٍ من المطبعة العسكريَّة ومطبعة الأوقاف الإسلاميَّة. بعد تسريحه من الخدمة سنة 1924م، افتتح مكتباً لِلطباعة في شارع الباب العالي حيثُ عمل في تخطيط وطباعة بطاقات العمل والأختام وأغلفة الكُتُب.[4] كما عمل مُدرِّساً في عدَّة مدارس تقع في ناحة «جيكالة أوغلي» (بالتركية: Cağaloğlu) بإسطنبول. وفي سنة 1927م، عمل في مكتب المحفوظات السُلطانيَّة.[3]
عندما استُبدلت أحرف الكتابة التُركيَّة العربيَّة بالأحرف اللاتينيَّة، سنة 1928م، سعى حليم لِلهجرة إلى مصر كي يتمكَّن من مُتابعة عمله فيها، لكنَّ السُلطات المصريَّة ردَّت طلبه، فما كان منه إلَّا أن استغنى عن مهنة التخطيط.[5] وبقي حليم بعيدًا عن مُزاولة مهنته هذه حتَّى عقد الأربعينيَّات من القرن العشرين، عندما استعانت الحُكُومة التُركيَّة بِخبرته لِترميم الكثير من المخطوطات القديمة بِالإضافة إلى النُقُوش الظاهرة على جُدران المساجد والأبنية الحُكُوميَّة وذات العمارة التُراثيَّة العائدة إلى العصر العُثماني.[3] وفي سنة 1948م، عُيِّن حليم أُستاذًا لِتعليم أُصُول التخطيط العربي في كُليَّة الفُنُون الجميلة، فظلَّ في هذا المنصب حتَّى تقاعده سنة 1963م.[3]
عمله
رُغم تمكُّنه من مجموعةٍ من الخُطُوط العربيَّة، إلَّا أنَّ المشهور عن حليم أنَّهُ كان شديد البراعة بِخط الثُلث.[6] وقد ألَّف مجموعة من كُتب التمرين لِلطُلَّاب كي يتدرَّبوا على التخطيط بالنسخ والثُلث والرقعة والديواني، بناءً على طلبٍ من الحُكُومة التُركيَّة بِهدف ترويج هذا الفن والحفاظ عليه، وما زالت هذه الكُتُب تُستخدم إلى اليوم مرجعًا لِطُلَّاب فن التخطيط في تُركيَّا وباقي العالم الإسلامي.[7]
ميراثه
وضع الطبيب والخطَّاط التُركي «أوغور درمان» (بالتركية: Uğur Derman) كتابًا عن حياة مصطفى حليم أوزيازجي نُشر سنة 1964م، وعنوانه: «خطَّاط مُصطفى حليم أوزيازجي (1898-1964)» (بالتركية: Hattat Mustafa Halim Özyazıcı 1898-1964).[8]
^ ابجدهوزIslamic Arts Portal, Online:؛ Bloom J. and Blair, S., The Grove Encyclopedia of Islamic Art and Architecture, Oxford University Press, 2009 Vol. 3, p. 89 نسخة محفوظة 28 أكتوبر 2018 على موقع واي باك مشين.
^Mehmet Zeki Kuşoğlu, Osmanlı kartvizitleri : Hâmid Aytaç, M. Halim Özyazıcı ve Arif Hikmet Bey'in kartvizit ve hat örneklerinden bir derleme, [Ottoman Business Cards: A compilation of business cards and calligraphy samples by Hâmid Aytaç, M. Halim Özyazıcı and Arif Hikmet Bey by Mehmet Zeki Kuşoğl, İstanbul, Zafer Yayınları, 1996 (بالتركية)
^Bloom J. and Blair, S., The Grove Encyclopedia of Islamic Art and Architecture, Oxford University Press, 2009 Vol. 3, p. 89
^Bloom J. and Blair, S., The Grove Encyclopedia of Islamic Art and Architecture, Oxford University Press, 2009 Vol. 3, p. 89; M. Uğur Derman, Letters in Gold: Ottoman Calligraphy from the Sakıp Sabancı Collection, Istanbul, Metropolitan Museum of Art, 1998, p. 187
^Research Centre for Islamic History, Art, and Culture, Newsletter, Issues 61-71, The Centre, 2003, p. 15
^M. Uğur Derman, Hattat Mustafa Halim Özyazıcı (1898-1964), Istanbul, Kemal Matbaası, 1964 (بالتركية)