تجسدت الهجرة الكبرى بهجرة النخب السياسية من بولندا بين عامي 1870-1831، وخاصة بعد انتفاضتي نوفمبرويناير. لعب الأشخاص المهاجرين الذين نقلوا أنشطتهم خارج البلاد دورًا رئيسيًا في الحياة السياسية البولندية منذ نهاية القرن الثامن عشر. نُفِّذت الكثير من نشاطات المثقفين البولنديين السياسية والأيديولوجية خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر خارج أراضي بولندا المقسمة بسبب هجرة النخب السياسية. تمركز معظم هؤلاء المهاجرين السياسيين في فرنسا، واعتبرهم البولنديون -المتأثرين حديثًا بنابليون- معقلًا للحرية في أوروبا.
كانت بولندا وفرنسا حليفين سياسيين وعسكريين خلال فترة ما بين الحربين. أنشأ الاتفاق السياسي الموقع في باريس في 19 فبراير عام 1921 التعاون بينهما.[1][2] وُقِّع على التحالف العسكري الفرنسي البولندي في عام 1921، واستمر حتى الغزو الألماني لبولندا، وذلك بدءًا من الجيش الأزرق الذي ساعد فرنسا في الحرب العالمية الأولى، والبعثة العسكرية الفرنسية إلى بولندا خلال الحرب البولندية السوفيتية (1919-1921).
الحرب العالمية الثانية
تشكل جيش بولندي جديد في فرنسا تحت قيادة الجنرال فلاديسلاف سيكورسكي في أواخر عام 1939، وذلك بعد غزوألمانيا النازيةواحتلالها لبولندا. شملت الوحدات البولندية فرقة غرونادي الأولى من بين فرق أخرى. توترت العلاقات البولندية الفرنسية بسبب عدم رغبة فرنسا في مساعدة بولندا (الخيانة الغربية). توقفت العلاقات البولندية الفرنسية تقريبًا بعد سقوط فرنسا في عام 1940، وانخرط بعض البولنديين في صفوف المقاومة الفرنسية ضد قوات الاحتلال الألماني.
الحرب الباردة
كانت العلاقات البولندية الفرنسية سيئة خلال الحرب الباردة، وذلك بسبب وقوف كلا البلدين في موقف متعارض خلالها. أصبحت فرنسا موقعًا لجالية بولندية مهاجرة مزدهرة مرة أخرى؛ وكان رينيه جوسيني من الأعضاء البارزين الآخرين فيها في تلك الفترة.
شهد عام 2004 تقدمًا في العلاقات البولندية الفرنسية. تحسنت العلاقات بعد فترة من التوتر سببتها المقاربات المختلفة لأزمة العراق ومفاوضات الدستور الأوروبي. تُنظَّم اجتماعات لرأسيّ الدولة من البلدين سنويًا بعد انضمام بولندا إلى الاتحاد الأوروبي في 1 مايو عام 2004.
أُجريت المشاورات الحكومية البولندية الفرنسية أربع مرات. عُقدت القمة الأخيرة في 23 نوفمبر عام 2017 في باريس مع الرئيس إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء بياتا سيدلو.