يا صَاحِبَيَّ ترَحَّلَا وَتَقَرَّبَا
فلقَدْ أَنَى لِمُسَافِرٍ أَنْ يَطْرَبَا
طال الثواء ففربا لِيَ بَازِلاً
وَجْنَاءَ تَقْطَعُ بالرُّدَافَى السَّبْسَبَا
أَكلتْ شَعِيرَ السَّيلَحِينَ وعُضَّهُ
فَتَحَلَّبَتْ لِي بالنَّجاءِ تَحَلُّبَا
وكأَنَّها بِلوَى مُلَيْحَةَ خاضِبٌ
شَقَّاءُ نِقْنِقَةٌ تُبارِى غَيْهَبا
يا عَوْفُ وَيْحَكَ فِيمَ تأخُذُ صِرْمَتي
وَلَكُنْتُ أَسْرَحُهَا أَمامَكَ عُزَّبَا
تاللهِ لَوْلَا أَنْ تَشَاءَى أَهْلُهَا
ولَشَرُّ ما قال امْرُؤٌ أَنْ يكذبا
لبعثت فِي عُرْضِ الصُّرَاخِ مُفَاضَةً
وعَلَوْتُ أَجْرَدَ كالعَسيبِ مُشَذَّبَا
لَتَرَكْتُمُ إِبِلِي رِتاعاً إِنَّنِي
مِمَّا أَرُدُّ الجَيْشَ عَنْها خُيَّبَا
لِلَّهِ عَوْف لَابِساً أَثوَابَهُ
يا لَهْفَ نفْسِي قِرْنَ مَا أَنْ يغلبا
وهناك عبارات قالها وأصبحت مثلاً عند العرب، فقد قيل أن همام بن مرة كانت أمه لبنى بنت الحزمر بن كاهل، وكانت من بني أسد ابن خزيمة - أغار على بني أسد، قالت له امراة منهم: أبخالاتك يا همام تفعل هذا؟ قال: (كل ذات صدار خالة) لي فأرسلها مثلاً.[5] وزعموا أن مرة بن ذهل والد همام كانت الأكلة أصابت رجله، فأمر بقطعها من الركبة، فدعا بنيه ليقطعوها، فكلهم أبى ان يقطعها، فدعا نقيذا؟ وهو همام بن مرة - وقال له: اقطعها يا بني، فجعل يهم به، فقال أبوه: إذا هممت فافعل، فسمي هماماً، فقطعها همام، فلما رآها قد بانت قال: (لو كنت منا حذوناك) فأرسلها مثلاً.[6]
قتله ناشر بن اغواث في يوم الواردات، حيث انتصرت فيه تغلب وكثر القتلى من بني شيبان وأحلافهم من بكر بن وائل وقتل فيه همام بن مرة.[7]،وكانت أم ناشرة هذا هند بنت معاوية بن الحارث بن بكر بن حبيب، وكانت جارة لهمام، فأرادت أن تلد، فاجتمع إليها النساء، فسمعهن همام يقبلنها يقلن: قد جاء، قد جاء! يعنين الولد. فقالت أمّه: ادققن عنقه.
فقال لها همام: ويحك لا تفعلي. قالت: وما يعيشه؟ قال همام: أمة تعيشه، ولقحة، وجمل ذلول. قالت: بلى فأعطاها إياها.
فلما كان يوم واردات خرج همّام يسقى الناس الماء واللبن، فأبصره ناشرة فختله فطعنه فقتله، وهرب فلحق بقومه، فقالت أم ناشرة:
[8]