وقد أثبت عبد الرحيم العراقيوابن القيم وغيرهما أنه كان هناك عدد ممن عقد عليهن محمد صلى الله عليه وسلم، ولكن لم يدخل بهن. فقال ابن القيم: وأما من خطبها ولم يتزوجها، ومن وهبت نفسها له، ولم يتزوجها، فنحو أربع أو خمس وأهل العلم بسيرته وأحواله لا يقرون هذا، بل ينكرونه والمعروف عندهم أنه بعث إلى الجونية ليتزوجها، فدخل عليها ليخطبها، فاستعاذت منه، فأعاذها ولم يتزوجها، وكذلك الكلبية، وكذلك التي رأى بكشحها بياضًا. فلم يدخل بها، والتي وهبت نفسها له فزوجها غيره على سورة من القرآن، هذا هو المحفوظ والله أعلم.[4] وقال أبو محمد المقدسي: وعقد على سبعةٍ ولم يدخل بهن.
هي سودة بنت زمعة بن قيس بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي، تجتمع مع النبي في جده لؤي بن غالب، تزوَّجها بعد وفاة خديجة بقليل، عقَد عليها بمكة، وقيل: دخَل عليها بمكة أو المدينة، وتُوفّيت سنة 54 هـ. زوّجه إياها سليط بن عمرو، ويقال أبو حاطب بن عمرو بن عبد شمس ود بن نصر بن مالك بن حسل، وأصدقها النبي محمد أربعمائة درهم. قال ابن هشام: ابن إسحاق يخالف هذا الحديث، يذكر أن سليطا وأبا حاطب كانا غائبين، بأرض الحبشة في هذا الوقت. وكانت قبله عند السكران بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود ابن نصر بن حسل.
أسلمت عائشة بنت أبي بكر في بداية دعوة محمد بن عبد اللهللإسلام وذكر ابن إسحاق أن عائشة في من أول من أسلم أول البعثة، قال: وهي يومئذ صغيرة. وأنها أسلمت بعد ثمانية عشر فقط[6] وهناك حديث شكك في صحتة يقول بأن عمرها عند العقد ست سنوات وخطبها النبي محمدبمكة، وبنى بها بالمدينة وهي بنت تسع سنوات وهو مختلف فيه حيث أنه «الحديث» يذكر أنها كانت مخطوبة لمطعم بن عدي ثم رجع عن خطبتها! وكذالك قياسًا على عمر أختها أسماء والتي هي أسن منها بعشر سنين وتوفيت عام 73 هـ وعمرها 100 عام فيكون سنها عام الهجرة 27 وسن أختها 17 ولم يتزوج رسول الإسلام محمد بكرًا غيرها، زوجه إياها أبوها أبو بكر الصديق، وأصدقها محمد بن عبد الله أربعمائة درهم. توفيت سنة 56 هـ أو بعدها وقد قاربت السبعين.[7]
كانت تُلقَّب في الجاهلية بأمِّ المساكين، وكانت من المهاجرين، قتل زوجها عبد الله بن جحش في غزوة أحد فأرسل محمد إليها ليخطبها لنفسه، فردت عليه أني جعلت أمر نفسي إليك، فتزوَّجها في شهر رمضان سنة ثلاث أو أربع من الهجرة، وتوفِّيت في السَّنة الرَّابعة، ومدة مكْثها عند النبي شهران أو ثلاثة، وقيل ثمانية.
هي أم سلمة بنت أبي أمية بن المغيرة المخزومية، واسمها هند، زوجه إياها سلمة بن أبي سلمة ابنها، وأصدقها: فراشا حشوه ليف، وقدحا، وصحيفة، ومجشة. وكانت قبله عند أبي سلمة بن عبد الأسد، واسمه عبد الله. تزوّجها النبي بعد وفاة زوجها في السنة الرابعة من الهجرة، وتوفِّيت سنة 58 هـ أو بعدها.
وروى ابن سعد في الطبقات أنه لما وقعت جويرية بنت الحارث في السبي، جاء أبوها إلى النبي فقال: إن ابنتي لا يُسبى مثلها؛ فأنا أكرم من ذاك، فخل سبيلها، فقال: «أرأيت إن خيّرناها، أليس قد أحسنّا؟»، قال: بلى، وأدّيت ما عليك، فأتاها أبوها فقال: إن هذا الرجل قد خيّرك فلا تفضحينا، فقالت: فإني قد اخترت محمد بن عبد الله. وغيَّر النبي محمد اسمها، فعن ابن عباس قال: «كان اسم جويرية بنت الحارث برة، فحوّل النبي اسمها، فسماها جويرية».[9] توفيت أم المؤمنين جُويرية في المدينة سنة خمسين، وقيل سنة سبع وخمسين للهجرة وعمرها 65 سنة.
هي ميمونة بنت الحارث بن حزن بن بحير بن هزم بن رويبة بن عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة، زوجه إياها العباس بن عبد المطلب في السنة السابعة من الهجرة في عُمْرَة القضية، وأصدقها العباس عن الرسول أربعمائة درهم، وكانت قبله عند أبي رهم بن عبد العزى بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي؛ ويقال أنها التي وهبت نفسها للنبي، وذلك أن خطبته انتهت إليها وهي على بعيرها، فقالت: البعير وما عليه لله ولرسوله، وفيها كانت الآيةالقرآنية: «وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي». تُوفِّيت في «سرف» سنة 51 هـ.
قُتيلة الكندية بنت قيس بن معدي كرب بن جبلة الكندّية، أخت الأشعث بن قيس، قُبض رسول الله قبل خروجها إليه من اليمن، فخلف عليها عكرمة بن أبي جهل، وكانت سبب تزوجه إياها؛ أن الأشعث قال للنبي -لما بلغه تَعوَّذ أسماء منه-: والله يا رسول الله لأزوجنك من هي أشرف وأجمل وأنبت منها، فزوَّجه قتيلة أخته.[13]
سَنَا السُلمية
بنت أسماء بن الصَّلتْ بن حبيب بن جابر بن حارثة بن هلال بن حرام بن سّمَّال بن عوف السُلمي، ماتت قبل أن يصل إليها رسول الله.[14]
بنت ظبيان بن عمرو بن عوف بن عبيد بن أبي بكر بن كلاب. ورد أنها مكثت عند رسول الله فترة ثم طلّقها.[16]
ليلى الأوسية
بنت الخطيم الأوسي، أتته وهو متنبه لها، فتخطت منكبه، فقال: (من هذا؟ أكله الأسد) قالت: أنا ليلى بنت الخطيم، بنت مطعم الطير، جئتك لأعرض عليك نفسي، قال: قد قبلتُك. فرجعت إلى أهلها، فقلن لها: إن رسول الله كثير الضَّرائر وأنت امرأة غيور، ولسنا نأمن أن تغضبيه فيدعو عليك، فأتته، فأقالها، فدخلت حيطان المدينة فشدَّ عليها الأسد فأكلها.[17]
أسماء بنت النعمان
أسماء بنت النعمان هي بنت النعمان بن الجوْن بن شراحبيل، وقيل: أسماء بنت النعمان بن الأسود بن الحارث بن شراحبيل بن النعمان من كِندة، أجمعوا على أنَّ رسول الله تزوجها[18]، واختلفوا في قصة فراقه لها، فقال بعضهم: لما دخلت عليه دعاها، فقالت: تعال أنت، فأبت أن تجيء. وقال بعضهم إنها قالت: أعوذ بالله منك. فقال: (قد عذت بمعاذ، وقد أعاذك الله مني)[19] فلما قالت ذلك فارقها، فكانت تُسمِّي نفسها الشقية.